28 Ağustos 2015 Cuma

CUM’Â NAMAZININ DİNDEKİ YERİ---الجمعة.. خير يوم طلعت عليه الشمس





ليوم الجمعة ميزات وفضائل كثيرة ، فَضَّلَ الله بها هذا اليوم على ما سواه من الأيام

فعن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ ) . رواه مسلم (856) .

قال النووي :

قَالَ الْقَاضِي : الظَّاهِر أَنَّهُ فُرِضَ عَلَيْهِمْ تَعْظِيم يَوْم الْجُمُعَة بِغَيْرِ تَعْيِين وَوُكِلَ إِلَى اِجْتِهَادهمْ , لِإِقَامَةِ شَرَائِعهمْ فِيهِ , فَاخْتَلَفَ اِجْتِهَادهمْ فِي تَعْيِينه وَلَمْ يَهْدِهِمْ اللَّه لَهُ , وَفَرَضَهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّة مُبَيَّنًا , وَلَمْ يَكِلهُ إِلَى اِجْتِهَادهمْ فَفَازُوا بِتَفْضِيلِهِ . قَالَ : وَقَدْ جَاءَ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام أَمَرَهُمْ بِالْجُمْعَةِ وَأَعْلَمَهُمْ بِفَضْلِهَا فَنَاظَرُوهُ أَنَّ السَّبْت أَفْضَل , فَقِيلَ لَهُ : دَعْهُمْ . قَالَ الْقَاضِي : وَلَوْ كَانَ مَنْصُوصًا لَمْ يَصِحّ اِخْتِلَافهمْ فِيهِ , بَلْ كَانَ يَقُول : خَالَفُوا فِيهِ , قُلْت : وَيُمْكِن أَنْ يَكُون أُمِرُوا بِهِ صَرِيحًا وَنُصَّ عَلَى عَيْنه فَاخْتَلَفُوا فِيهِ هَلْ يَلْزَم تَعْيِينه أَمْ لَهُمْ إِبْدَاله ؟ وَأَبْدَلُوهُ وَغَلِطُوا فِي إِبْدَاله اهـ .

وليس بعجيب أن يُذكر لهم يوم الجمعة بعينه ثم يخالفون .

قال الحافظ : كيف لا وهم القائلون (سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا) !! اهـ

وعن أوس بن أوس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ -أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ- قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلام ) . رواه أبو داود (1047) وصححه ابن القيم في تعليقه على سنن أبي داود (4/273) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود (925) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ) . رواه مسلم (1410) .

فتضمن هذا الحديث بعض الأسباب التي فُضِّل بسببها يوم الجمعة .

قال النووي :

قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : الظَّاهِر أَنَّ هَذِهِ الْفَضَائِل الْمَعْدُودَة لَيْسَتْ لِذِكْرِ فَضِيلَته لأَنَّ إِخْرَاج آدَم وَقِيَام السَّاعَة لا يُعَدّ فَضِيلَة وَإِنَّمَا هُوَ بَيَان لِمَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ الأُمُور الْعِظَام وَمَا سَيَقَعُ , لِيَتَأَهَّب الْعَبْد فِيهِ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَة لِنَيْلِ رَحْمَة اللَّه وَدَفْع نِقْمَته , هَذَا كَلام الْقَاضِي . وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ فِي كِتَابه الأَحْوَذِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ : الْجَمِيع مِنْ الْفَضَائِل , وَخُرُوج آدَم مِنْ الْجَنَّة هُوَ سَبَب وُجُود الذُّرِّيَّة وَهَذَا النَّسْل الْعَظِيم وَوُجُود الرُّسُل وَالْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ وَالأَوْلِيَاء , وَلَمْ يَخْرُج مِنْهَا طَرْدًا بَلْ لِقَضَاءِ أَوْطَار ثُمَّ يَعُود إِلَيْهَا . وَأَمَّا قِيَام السَّاعَة فَسَبَب لِتَعْجِيلِ جَزَاء الأَنْبِيَاء وَالصِّدِّيقِينَ وَالأَوْلِيَاء وَغَيْرهمْ , وَإِظْهَار كَرَامَتهمْ وَشَرَفهمْ , وَفِي هَذَا الْحَدِيث فَضِيلَة يَوْم الْجُمُعَة وَمَزِيَّته عَلَى سَائِر الأَيَّام اهـ .

وعَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ ، فِيهِ خَمْسُ خِلالٍ : خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ ، مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلا سَمَاءٍ وَلا أَرْضٍ وَلا رِيَاحٍ وَلا جِبَالٍ وَلا بَحْرٍ إِلا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) . رواه ابن ماجه (1084) . وحسَّنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع رقم (2279) .

قال السندي :

( يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْم الْجُمُعَة ) مِنْ قِيَام السَّاعَة ، وَفِيهِ أَنَّ سَائِر الْمَخْلُوقَات تَعْلَم الأَيَّام بِعَيْنِهَا ، وَأَنَّهَا تَعْلَم أَنَّ الْقِيَامَة تَقُوم يَوْم الْجُمُعَة اهـ

ومن فضائل هذا اليوم :

1- فيه صلاة الجمعة ، وهي أفضل الصلوات :

قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) الجمعة/9 .

روى مسلم (233) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الصَّلاةُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ ) .

2- صلاة الفجر جماعةً يوم الجمعة خير صلاة يصليها المسلم في أسبوعه .

عن ابن عمر قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة ) . رواه البيهقي في “شعب الإيمان” . وصححه الألباني في صحيح الجامع (1119) .

ومن خصائص صلاة الفجر في يوم الجمعة أنه يسن أن يقرأ المصلي فيها سورة السجدة في الركعة الأولى ، وسورة الإنسان في الثانية .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِـ ( الم تَنْزِيلُ ) فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى وَفِي الثَّانِيَةِ ( هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنْ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) . رواه البخاري ( 851 ) ومسلم ( 880 ) .

قال الحافظ ابن حجر :

قِيلَ : إِنَّ الْحِكْمَة فِي هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ الإِشَارَة إِلَى مَا فِيهِمَا مِنْ ذِكْر خَلْق آدَم وَأَحْوَال يَوْم الْقِيَامَة , لأَنَّ ذَلِكَ كَانَ وَسَيَقَعُ يَوْم الْجُمُعَة اهـ .

3- أن من مات في يوم الجمعة أو ليلتها وقاه الله فتنة القبر .

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ ) . رواه الترمذي (1074) . وصححه الألباني في “أحكام الجنائز” (ص 49 ، 50) .

بعض آداب يوم الجمعة ذكر أهل العلم -رحمهم الله- ليوم الجمعة آدابا كثيرة، ينبغي للمسلم مراعاتها والحفاظ عليها، ومما ذكروا في ذلك ما يأتي:

أولا: يستحب أن يقرأ الإمام في فجر الجمعة بسورتي السجدة والإنسان كاملتين كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرؤهما، ولعل ذلك لما اشتملت عليه هاتان السورتان مما كان، ويكون من المبدأ والمعاد، وحشر الخلائق، وبعثهم من القبور، لا لأجل السجدة كما يظنه بعض المسلمين.

ثانيا: التبكير إلى الصلاة: وهذا الأمر تهاون به كثير من الناس حتى أن البعض لا ينهض من فراشه، أو لا يخرج من بيته إلا بعد دخول الخطيب، وآخرون قبل دخول الخطيب بدقائق وقد ورد في الحث على التبكير والعناية به أحاديث كثيرة منها:

أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ) إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الذكر، ومثل المُهَجِّر (أي المبكر) كمثل الذي يُهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشا، ثم دجاجة، ثم بيضة ( . فجعل التبكير إلى الصلاة مثل التقرب إلى الله بالأموال، فيكون المبكر مثل من يجمع بين عبادتين: بدنية ومالية، كما يحصل يوم الأضحى.

وكان من عادة السلف -رضوان الله عليهم- التبكير إلى الصلاة، كما قال بعض العلماء: (ولو بكر إليها بعد الفجر وقبل طلوع الشمس كان حسنا). و(كان يُرى في القرون الأولى في السحر وبعد الفجر الطرقات مملوءة يمشون في السرج، ويزدحمون بها إلى الجامع كأيام العيد، حتى اندرس ذلك). وكان هذا الوقت يُعمر بالطاعة والعبادة وقراءة القرآن وذكر الله -عز وجل- وصلاة النافلة. روي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه كان يصلي قبل الجمعة ثنتي عشرة ركعة. وكان ابن عباس -رضي الله عنهما- يصلي ثمان ركعات.

ومما يُعين على التبكير: 1 - ترك السهر ليلة الجمعة. 2 - التهيؤ لها منذ الصباح الباكر بالتفرغ من الأشغال الدنيوية. 3 - استشعار عظم الأجر والمثوبة والحرص على جزيل الفضل وكثرة العطايا من الله عز وجل.

ثالثا: الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- قال عليه الصلاة والسلام: ) إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلِق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفَّخة، وفيه الصَّعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء (.

رابعا: الاغتسال يوم الجمعة: لحديث الرسول: -صلى الله عليه وسلم-: ) إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل ( .

واختلف العلماء في حكمه بين الوجوب والاستحباب والجمهور على الاستحباب فيستحب الاغتسال؛ إدراكًا للفضل.

خامسا: التطيب، والتسوك، ولبس أحسن الثياب، وقد تساهل الناس بهذه السنن العظيمة؛ على عكس إذا كان ذاهبًا لحفل أو مناسبة فتراه متطيبا لابسا أحسن الثياب! قال: صلى الله عليه وسلم:) من اغتسل يوم الجمعة، واستاك ومسَّ من طيب إن كان عنده، ولبس أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد، فلم يتخط رقاب الناس حتى ركع ما شاء أن يركع، ثم أنصت إذا خرج الإمام فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها ( . وقال: -صلى الله عليه وسلم-: ) غُسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمسّ من الطيب ما قدر عليه (.

سادسا: يستحب قراءة سورة الكهف: لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ) من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين (. ولا يشترط قراءتها في المسجد بل المبادرة إلى قراءتها ولو كان بالبيت أفضل.

سابعا: وجوب الإنصات للخطبة والحرص على فهمها والاستفادة منها: قال :-صلى الله عليه وسلم-: ) إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب، فقد لغوت (.

ثامنا: الحذر من تخطي الرقاب وإيذاء المصلين: فقد قال النبي :-صلى الله عليه وسلم- لرجل تخطى رقاب الناس يوم الجمعة وهو يخطب: ) اجلس فقد آذيت وآنيت ( . وهذا لا يفعله غالبا إلا المتأخرون.

تاسعا: إذا انتهت الصلاة فلا يفوتك أن تصلي في المسجد أربع ركعات بعد الأذكار المشروعة، أو اثنتين في منزلك.

وفي الختام: أخي المسلم: تَحَرَّ ساعة الإجابة، وأرجح الأقوال فيها: أنها آخر ساعة من يوم الجمعة، فادع ربك وتضرع إليه واسأله حاجتك، وأرِه من نفسك خيرا، فإنها ساعة قال عنها النبي: -صلى الله عليه وسلم-: ) إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا، إلا أعطاه إياه (.

CUM’Â NAMAZININ DİNDEKİ YERİ

Yıl içinde ramazan ayı, geceler içinde Kadir Gecesi ne kadar önemli ise günler içinde cuma günü de o kadar önemlidir. Çünkü cuma günü Müslümanların bir araya geldikleri ve cemaatle haftalık ibadetlerini ifa ettikleri önemli bir gündür. Cuma günü Müslümanların en önemli görevi haftalık ibadet olan cuma namazını kılmalarıdır. Cuma suresinde yüce Allah bütün müminlere şöyle seslenmektedir: “Ey iman edenler! Cuma günü namaz için çağrı yapıldığı zaman, hemen Allah’ın zikrine koşun ve alış verişi bırakın. Eğer bilirseniz bu, sizin için daha hayırlıdır.” (Cuma, 9)
Ayette ezana, cuma gününe, cuma namazına, cuma namazının farz oluşuna, cuma hutbesine, cuma saatinde alış veriş yapılmaması gerektiğine işaret edilmektedir.
I. Cuma Günü
 Ayette geçen “el-cumu‘ati” kelimesi, “toplamak, bir araya getirmek” anlamına gelen “cem‘” kökünden türetilmiş bir isimdir. Müslümanlar öğle saatinde camide toplanıp birlikte cuma namazı kıldıkları için Arapların daha önce “arube” dedikleri haftanın bu gününe “cuma günü” denilmiştir.
Haftanın en değerli günü cuma günüdür. Peygamberimiz (s.a.s.) cuma gününün faziletini şöyle beyan etmiştir: “Üzerine güneşin doğduğu en hayırlı gün cuma günüdür; Âdem o gün yaratılmış, o gün cennete girmiş ve o gün cennetten çıkarılmıştır. Kıyamet de cuma günü kopacaktır.” (Müslim, Cuma, 18)
Cuma, Müslümanların haftalık bayramıdır. Bu itibarla Müslümanlar, perşembe günü akşamdan bu güne hazırlanırlar. Cumaya hazırlık için boy abdesti alırlar, temiz elbise giyerler, güzel koku sürünürler. Bunu Peygamberimizin bir tavsiyesi olarak yerine getirirler. Çünkü Peygamberimiz (s.a.s.); “Cumaya gelmek isteyen kimse boy abdesti alsın.” (Müslim, Cuma, 2) “Ergen olan her kişinin cuma günü gusletmesi, ağız ve diş temizliği yapması ve yeteri kadar güzel koku sürünmesi gerekir.” (Müslim, Cuma, 7) buyurmuştur.
Müslümanlar cuma günü Kur’an okumak, zikir ve tefekkür etmek, Peygamberimize salât ve selâm getirmek, tövbe ve istiğfar etmek, camiye gidip vaaz ve hutbe dinlemek suretiyle böyle değerli ve önemli bir günün manevî feyzinden yararlanmaya çalışırlar.
“Cuma gününde bir saat vardır ki Müslüman, bu saate isabet ederek hayırlı bir şey isterse Allah ona istediğini verir.” (Müslim, Cuma, 15) anlamındaki Peygamberimizin sözüne uyarak dua ve niyazda bulunurlar.
II. Ezan
Ayette geçen “nida” ezan anlamındadır. “Namaz için çağrı yapıldığı zaman” cümlesi, namaz öncesinde ezan okunmasını ifade eder.
Ezan, hicretin birinci yılında okunmaya başladı ve ilk okunan ezan sabah ezanı idi. (Ebû Dâvûd, Ezan, 3) Peygamberimiz ile Hz. Ebu Bekir ve Hz. Ömer’in hilâfeti zamanında cuma günü tek ezan okunuyordu. Hz. Osman devri gelince, insanlar çoğaldı, Medine büyüdü ve evlerin mesafesi uzaklaştı. Bunun üzerine Hz. Osman ezanın sayısını ikiye çıkardı. Cuma vaktinde bir ezan, imam-hatip hutbeye çıkınca bir ezan okuttu.
Ezan, Müslümanlar arasında bir paroladır. Bu sebeple sadece orijinal cümleleriyle okunur. Hangi dili konuşursa konuşsun bütün Müslümanlar ezanı anlar ve ezan karşısında aynı heyecan ve duyguyu hissederler. Ezan, Müslümanların birliğini temsil eder. Ezan, hakka davet, İslâm’a ve ibadete çağrıdır.
III. Cuma Namazı
Ayette geçen “salât” ile kastedilen cuma namazıdır. Peygamberimiz Medine'ye gelmeden ve cuma ayeti nazil olmadan Medine'de Es'ad b. Zürare, istişare ile kırk Müslümana, Mus’ab b, Umeyr, Hz. Peygamber’in emri ile 12 Müslümana iki rekât cuma namazı kıldırmıştır. (Yazır, ilgili ayet) Peygamberimiz (s.a.s.) ise, ilk cuma namazını Mekke’den Medine’ye hicret esnasında Medine yakınlarında Rânûna vadisinde Sâlim b. Avf kabilesinin yurdunda kıldırmıştır. (İbn Hişâm, I, 496)
Peygamberimiz, “Cuma namazına gitmek, ergenlik çağına ulaşmış her Müslüman’a farzdır.” (Ebu Dâvûd, Taharet, 129) buyurmuş ve:
“Kim tembellik ederek üç cuma namazını terk ederse Allah o kimsenin kalbini mühürler.” (Tirmizî, Cuma, 354) anlamındaki sözleriyle cuma namazını mazeretsiz kılmayanların akıbetini bildirmiş, cuma namazının faziletini şöyle beyan etmiştir:
“Bir kimse güzelce abdest alır sonra mescide gelir, susup okunacak hutbeyi dinlerse, gelecek cumaya kadar ve ondan sonraki üç gün içinde işleyeceği (küçük) günahları affedilir.” (Müslim, Cuma, 24)
“Beş vakit namaz ve cuma namazı diğer cuma namazına kadar -büyük günahları işlemediğin sürece- aralarında işlenen (küçük) günahlara kefarettir.” (Müslim, Tahâre, 14-15)
Cuma namazı, Hz. Peygamber döneminden günümüze kadar bütün Müslümanlarca kılınmış ve bunun farz olduğu konusunda herhangi bir ihtilâfa düşülmemiştir.
Cuma namazı, cuma günü öğle namazının vaktinde cemaatle kılınan iki rekâtlı farz-ı ayın bir namazdır. Cuma namazı kılınınca ayrıca o gün öğle namazı kılınmaz. Hutbeden önce dört rekât, farzdan sonra da Ebû Hanife’ye göre dört rekât, Ebû Yusuf ve Muhammed’e göre biri dört diğeri iki olmak üzere toplam altı rekât sünnet kılınır.
Cuma namazı; sosyal dayanışma ve kaynaşmaya, birlik ve beraberliğe, İslâmî bilgilenme ve bilinçlenmeye vesile olan bir ibadettir.
Tahlil ettiğimiz ayette cuma namazının sadece cuma günü ezan okununca kılınacağı bildirilmekte, nasıl kılınacağı beyan edilmemektedir. Ayette kadın-erkek, mukim-misafir, sağlıklı-hasta ayrımı yapılmaksızın bütün müminlere hitap edilmektedir. Bu hitaptan kadın-erkek herkesin cuma namazını kılması gerektiği anlaşılmakta ise de Peygamberimizin hadisleri ve tarihi süreçteki uygulamalardan cuma namazının herkese değil belirli şartları taşıyan Müslümanlara farz olduğu bilinmektedir.
1. Cuma namazı kılmakla yükümlü olanlar
Bir kimsenin cuma namazı kılmakla yükümlü olabilmesi için şu şartların bulunması gerekir:
a) Müslüman, akıllı ve bulûğ çağına gelmiş olmak.
b) Sağlıklı olmak: Cuma namazına gidemeyecek kadar kötürüm, felçli, engelli, özürlü ve hasta kimseler ile bunlara zorunlu olarak bakmak durumda olanlar, cuma namazına gittiği takdirde hastalığının artmasından veya uzamasından korkanlar, yürüyemeyecek derecede yaşlı kimseler cuma namazı kılmakla yükümlü değillerdir. Görme engelliler camiye gelebiliyorlarsa veya kendilerini camiye götürebilecek refakatçileri varsa cuma namazı kılmakla yükümlüdürler. (bk. Müslim, Mesâcid, 255; Ebu Dâvûd, Salât, 46)
c) Mukim olmak: Bir insana cuma namazının farz olabilmesi için, cuma namazı kılınan yerde ikamet ediyor olması gerekir. Dolayısıyla dinen yolcu sayılan kimselere (seferî) cuma namazı farz değildir. Bir insanın dinen misafir sayılabilmesi için Hanefî bilginlere göre 90 km uzaklıkta bir yere 15 günden az kalmak üzere gitmesi gerekir. Şafiîlere göre giriş ve çıkış günleri hariç üç gün kalmak üzere 90 km uzaklıkta bir yere giden kimse misafir sayılır.
d) Erkek olmak: “Cuma namazı kılmak, her Müslümana farzdır. Ancak dört grup insana; köle, kadın, çocuk ve hastaya farz değildir.” (Ebu Dâvûd, Salât, 215) anlamındaki hadis, cuma namazı kılmakla kimlerin yükümlü olduğunu ifade etmektedir. Cuma namazının farz kılındığı zamandan günümüze kadar uygulama bu şekilde olmuştur. Müçtehit imamlar ve daha sonraki bilginler dahil bütün Müslümanlar, cuma namazının erkeklere farz olup kadınlara farz olmadığı konusunda ittifak etmişlerdir. Bununla birlikte kadınlar, camiye gelip cuma namazı kılabilirler. Cuma namazının kadınlara farz kılınmamış olması, onlar hakkında bir mahrumiyet değil bir muafiyettir. Ancak günümüzde kadınların cuma günü camiye gitmeleri, yapılan vaazı ve okunan hutbeyi dinlemeleri ve cuma namazı kılmaları daha isabetli olur. Nitekim Peygamberimiz (s.a.s.);
“Camiye gitmek istediklerinde kadınlarınıza engel olmayın.” (Müslim, Mesâcid, 135-36) buyurmuştur. Peygamberimiz ve sahabe zamanında hanımlar, cuma namazına ve günlük namazlara katılıyorlardı.
Esaret altında bulunanlar, tutuklular ve mahkûmlar da cuma namazı kılmakla yükümlü değildirler. Ancak bulundukları yerde mescid bulunması halinde mahpuslar cuma namazı kılarlar.
Kendilerine cuma namazı farz olmayan kimseler, cuma namazı kılarlarsa namazları sahih olur ve artık o gün ayrıca öğle namazı kılmazlar.
Bazı mazeretler, kendilerine cuma namazı farz olan kimselerin cuma namazına gitmemelerini mubah kılar. Cuma namazına gitmemeyi mubah kılan belli başlı mazeretler şunlardır:
a) Cuma namazına gittiği takdirde kişinin önemli bir zarara veya sıkıntıya uğramasına yol açacak derecede şiddetli yağmur yağması, b) Havanın çok soğuk veya çok sıcak olması, c) Yolun aşırı çamurlu olması, d) Çalışmak zorunda olduğu işinden izin alamaması, e) Cuma namazına gittiği takdirde malı, canı veya namusunun tehlikeye gireceğine dair endişeler taşıması.
2. Cuma namazının geçerli olmasının şartları
Kendisine cuma namazı farz olan kimsenin cuma namazı kılabilmesi için şu şartların bulunması gerekir:
a) Vakit: Cuma namazı, cuma günü öğle namazı vaktinde kılınır. (bk. Müslim, Cuma, 28-29) Öğle namazının vaktinden önce veya sonra kılınırsa cuma namazı geçerli olmaz.
b) Cemaat: Cuma namazı cemaatle kılınır, tek başına kılınmaz. Cuma namazı kılabilmek için Ebu Yusuf’un içtihadına göre imam dahil üç cemaatin, Ebu Hanife ve Muhammed’in içtihatlarına göre imam hariç üç cemaatin bulunması şarttır. Bunlar yolcu veya hasta da olsalar bu şart yerine gelmiş sayılır.
İmam Şafiî'ye göre, bir yerde cuma namazı kılabilmek için akıllı, bulûğa ermiş, hür, erkek ve oraya yerleşmiş olan en az kırk yükümlü cemaatin bulunması şarttır. İmam Şafiî, Peygamberimizin Medine'ye gelmesinden önce burada kılınan cuma namazında kırk kişinin hazır bulunmasını esas almıştır. Ancak bu husus, kırk cemaatten aşağı sayıda kişiyle cuma namazı farz olmayacağı anlamına gelmez. Nitekim Hz. Peygamber’in emri ile Mus’ab b. Umeyr’in Medine’de 12 kişiye cuma namazını kıldırdığı rivayet edilmektedir. (bk. Beyhakî, III, 179, No: 5407) Ayrıca Rasûlüllah cuma namazını kıldırırken, ticaret kervanının geldiğini haber alan cemaatin on iki kişi dışında hepsinin dışarı çıktığı rivayeti sahih hadis kaynaklarında yer almaktadır. (bk. Buhârî, Cuma, 38) Öte yandan Hz. Peygamber, bir yerleşim biriminde sadece dört kişi bulunsa bile, cuma namazının farz olduğunu bildirmiştir. (bk. Beyhakî, III, 179, No: 5406, 5407; Dârekutnî, II, 8-9, No: 1-3) Bu itibarla, bir yerleşim yerinde imamla birlikte en az dört kişinin bulunması halinde cuma namazı kılınması gerekir.
c) Cami: Cuma camilerde veya namazgâhlarda kılınır. Peygamberimizin zamanında Medine’de birden fazla mescit bulunduğu halde cuma namazı sadece Mescid-i Nebevî’de kılınmıştır. Çağımızda bir şehirde yaşayan Müslümanlar bir camiye sığmadığı için cuma namazı birden fazla camide ve namazgâhlarda kılınabilir.
d) İzin: Hanefîler, cuma namazını devlet başkanı veya temsilcisinin ya da bunlar tarafından yetkili kılınan bir kişinin kıldırması gerektiğini ileri sürmüşlerdir. Hanefîlerin dışındaki diğer mezhepler cuma namazının geçerliliği için bu şartı aramazlar. Bir camide cuma namazı kıldırması için kendisine yetki verilen kimse, o camide cuma namazını kendisi kıldırabileceği gibi bir başkasına da kıldırtabilir.
Hanefîlere göre, bir yerde cuma namazı kılınabilmesi için, o yerde cuma namazı kılınmasına, yetkili kimse tarafından herkese açık olmak üzere izin verilmesi şarttır.
e) Hutbe okunması: Cuma namazının geçerli olması için namaz öncesinde hutbe okunması şarttır.
3. Allah’ın zikrine koşmak
“Allah’ı zikir” ile maksat, müfessirlerin çoğunluğuna göre cuma günü okunan hutbedir. Bu itibarla fakihler cuma namazının geçerli olmasının şartları arasında hutbe okunmasını da zikretmişlerdir.
Müfessirlerden bir kısmı da Allah’ın zikri ile maksadın cuma namazı olduğunu söylemişlerdir. Esas itibariyle “zikrullah”, Allah'ı anmak demektir. “Allah’ı anmak”; Kur'an okuma, tesbih, hamd, vaaz, hutbe ve namaz gibi ibadetlerin hepsini kapsar. Dolayısıyla ayette geçen Allah’ı zikir, hutbe ve namazı birlikte ifade eder.
Ayette geçen “koşmak”tan maksat, meşgul olduğu işi hemen bırakıp vakit geçirmeksizin hutbeye yetişmeye çalışmaktır. Yoksa telâş ile koşarak gitmek demek değildir. Buna göre “Allah’ın zikrine koşmak”, işi ve alış verişi bırakıp cuma namazı kılmaya ve hutbeyi dinlemeye gitmek demektir.
4. Ezan okununca alış verişi terk etmek
Ezan okununca sadece alış verişin değil her türlü işin ve çalışmanın bırakılıp cuma namazına gidilmesi gerekir. Cuma namazı kılmaya gitmek, iş ve alış verişten daha hayırlıdır.
Ayetin sonunda cuma günü ezan okununca alış-verişi bırakıp cuma namazı kılmaya gitmenin, bilen müminler için daha hayırlı olduğu bildirilmiştir. Allah’a itaat edene Allah yardım eder. Cuma saatinde yapılan iş ve alış verişten hayır gelmez. Cuma namazı kılmayan, ruhen muzdarip olur. Ahiretteki akıbeti kötü olur.
Sonuç olarak cuma suresinin dokuzuncu ayetinde, cuma günü öğle saatinde ticaretin ve diğer işlerin bırakılıp cuma namazı kılmaya gidilmesi, bunun Müslüman için hayırlı/sevap bir davranış olduğu, konu ile ilgili hadislerde ise mazeretsiz üç cuma namazı kılmayanların kalplerinin mühürleneceği bildirilmektedir. Kalpleri mühürlenenler tövbe edip durumlarını düzeltmedikçe felâha ve Allah’ın rızasına eremezler.
Cuma günü, Müslümanların bayramıdır, bilinçlenme, bilgilenme ve günahlardan arınma, kaynaşma ve dayanışma günüdür. Kendisine cuma namazı farz olan hiçbir Müslüman mazeretsiz cuma namazını terk edemez, etmemesi gerekir. Müslümanlar, cuma namazını kıldıktan sonra iş ve görevlerinin başına dönerler.

Not:: Bu yazı, Diyanet Aylık Dergi Şubat 2009 sayısında yayınlanmıştır.


الحمد لله والصلاة والسلام على انبياء الله .
وبعد:
فهذا تخريج لحديث بوم الجمعة، أدلو فيه بدلوي لعل الله يوفقني فيه إلى الصواب، ويجنبني فيه الزلل والخلل.
فاقوا مستعينا بالله:
عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : "إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الْأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ: خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ وَلَا رِيَاحٍ وَلَا جِبَالٍ وَلَا بَحْرٍ إِلَّا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ". (شب ح جة سع طب نع حل هب)
قال المنذري (1/281): في إسنادهما عبد الله بن محمد بن عقيل وهو ممن احتج به أحمد وغيره.
وقال البوصيري (1/129): هذا إسناد حسن.
وحسنه الألباني (صحيح الترغيب ، 695)و في صحيح سنن ابن ماجه وفي صحيح الجامع 4043، ثم تراجع وضعفه كما سيأتي.
قلت: هذا الحديث مروي من طرق:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  : به.
أخرجه (الشافعي في المسند 1/71) و (ابن أبي شيبة في المسند 814) و(في المصنف 5516) و (أحمد في المسند 15587و22510) و(عبد بن حميد 309) و(البخاري في التاريخ الكبير 4/44) (ابن سعد في الطبقات 1 / 30) و(ابن ماجة 1084) و (ابن بشران في الأمالي 814) و(البزار 3738)، و(الطبراني في الكبير 5376) وأبو نعيم في الحلية (1/366) .
قَالَ البَزَّارُ: وَهَذَا الْكَلامُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى ، عَنِ النَّبِيِّعَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَإِسْنَادُهُ صَالِحٌ.
وتراجع الشيخ الألباني عن تصحيحه وضعفه بهذا التمام، انظر "السلسلة الضعيفة" رقم 3726] وقال في ضعيف الترغيب 424: ضعيف.
قال الهيثمي: فيه عبد الله بن محمد بن عقيل ، وفيه كلام ، وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات. المجمع (2/163)
قلت: هذا الحديث مضطرب سندا، منكر متنا.
مداره على عبد الله بن محمد بن عقيل ، أبو محمد ، المَدَنِيّ.
وقد اضطرب فيه، فمرة يرويه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ مرفوعا.
كذا رواه عنه زهير بن محمد.
وتابعه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي: حدثني عبدالله بن محمد بن عقيل به. أخرجه الشافعي (424)
وإبراهيم متروك الحديث.
ومرة يرويه من طريق سعد بن عبادة.
وأختلف عليه فيه، وبه أعله البخاري في التاريخ الكبير:
فقد ساق هذا الحديث في ترجمة سعد بن عبادة رضي الله عنه من ثلاثة أوجه:
قال البخاري: قال عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم نا سعيد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عمرو بن شرحبيل بن سعد عن أبيه عن جده سعد بن عبادة عن النبي صلي الله عليه.
وقال زهير بن محمد عن ابن عقيل عن عمرو بن شرحبيل عن أبيه عن جده سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم.
وقال عبيد الله بن عمرو عن ابن عقيل عن عمرو بن شرحبيل من ولد سعد عن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه و سلم . (التاريخ الكبير الترجمة 1911)
وشرحبيل بن سعد مجهول أورده ابن أبي حاتم ، فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
ولم يوثقه غير ابن حبان انظر الثقات (4/ 364).
وبالجملة: فالاضطراب من ابن عقيل لا ريب.
وعبد الله بن محمد بن عقيل، أبو محمد، المَدَنِيّ.
مختلف فيه، والأكثر والأعلم به والأقرب منه على تضعيفه:
وهذه أقوال الأئمة فيه:
ففي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم:
كان ابن عيينة لا يحمد حفظ ابن عقيل.
وقال يحيى ابن معين: ضعيف في كل أمره.
وقال أبو زرعة: يُخْتَلَفُ عنه في الأسانيد.
وقال أبو حاتم: لين الحديث، ليس بالقوى ولا ممن يحتج بحديثه يكتب حديثه. (الجرح والتعديل ت/ 706)
قال سعيد بن نصير قال قلت ليحيى بن معين أن ابن عيينة كان يقول أربعة من قريش يمسك عن حديثهم قلت من هم قال فلان وعلى بن زيد وزيد بن أبي زياد وعبد الله بن محمد بن عقيل وهو الرابع فقال يحيى نعم قلت فأيهم أعجب إليك قال فلان ثم على بن زيد ثم بن يزيد بن أبى زياد ثم ابن عقيل. (ضعفاء العقيلي ت/872)
قال العباس بن محمد سئل يحيى عن حديث سهيل والعلاء وابن عقيل وعاصم بن عبيد الله؟ فقال عاصم وابن عقيل أضعف الأربعة . (ضعفاء العقيلي ت/872)
قال بشر بن عمر :كان مالك لا يروى عن عبد الله بن محمد بن عقيل. (ضعفاء العقيلي ت/872)
قال ابن سعد: كان منكر الحديث لا يحتجون بحديثه. التهذيب (6/13)
وقال ابن المدينى: وكان يحيى بن سعد لا يروى عنه. التهذيب (6/13)
قال أحمد: منكر الحديث. التهذيب (6/13) (بحر الدم 556)
وقال النسائي: ضعيف. التهذيب (6/13)
قال ابن حبان:كان رديء الحفظ، كان يحدث على التوهم، فيجئ بالخبر على غير سننه، فلما كثر ذلك في أخباره وجب مجانبتها والاحتجاج بضدها. المجروحين (2/3)
قال الدَّارَقُطْنِيّ ليس بالقوي. (العلل م/1741)
وقال علي في كتاب الضعفاء: ليس في كتب مالك عن عبد الله بن محمد بن عقيل وعاصم بن عبيد الله وإسحاق بن أبي فروة شيء. التعديل والتجريح للباجي (2/700)
وقال يعقوب بن شيبة: صدوق وفي حديثه ضعف شديد جدا. التهذيب (6/13)
كان وبن عيينة يقول أربعة من قريش يترك حديثهم فذكره فيهم. التهذيب (6/13)
قلت: والعبارة بلفظ: (يمسك عن حديثهم) (انظر ضعفاء العقيلي(ت/872)
وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. التهذيب (6/13)
قال الجوزجاني: أتوقف عنه عامة ما يروي عنه غريب . الكامل لابن عدي (4/127)
وساق له ابن عدي في ترجمته ثمانية أحاديث منكرة.
ثم قال: ولعبد الله بن محمد بن عقيل غير ما أمليت أحاديث وروايات ، وقد روى عنه جماعة من المعروفين الثقات وهو خير من ابن سمعان ويكتب حديثه. الكامل لابن عدي (4/127-129)
وقال الساجي كان من أهل الصدق ولم يكن بمتقن في الحديث. التهذيب (6/13)
وقال عمرو بن علي: سمعت يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن ابن مهدي يحدثان عن عبد الله بن محمد بن بن عقيل. (الجرح والتعديل ت/ 706)
وقال العجلي: تابعي ثقة جائز الحديث. (الثقات للعجلي ت/ 963)
وقال الحاكم: مستقيم الحديث. التهذيب (6/13)
وأسرف ابن عبد البر فقال: هو أوثق من كل من تكلم فيه. التهذيب (6/13)
قلت: كذا قال ابن حجر، ولم أقف على عبارة ابن عبد البر في موضعها على طول بحثي في مصنفاته، وقد وجدته قال عنه: عبد الله بن محمد بن عقيل ليس بالحافظ عندهم. التمهيد (20/125)
وساق له حديثا عن جابر بن عبد الله أن امرأة من الأنصار أتت النبي صلى الله عليه و سلم بابنتي سعد بن الربيع .. الحديث.
ثم قال: وعبد الله بن محمد بن عقيل قد قبل جماعة من أهل العلم بالحديث حديثه واحتجوا به وخالفهم في ذلك آخرون، فكان هذا من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بيانا لمعنى قول الله - عز و جل ( فإن كن نساء فوق اثنتين ) الاستذكار (5/324)
وقال الترمذي بعد أن أخرج له حديث المستحاضة وصححه: هو صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قِبَلِ حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول : كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم والحميدي يحتجون بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل ) (انظر تعليق الترمذي عقب الحديث الثالث من سننه).
قلت: وهذا ليس على إطلاقه لأنه تقدم عن الإمام أحمد أنه قال : منكر الحديث ، وقد رد له الإمام أحمد أحاديث.
قال ابن رجب: والمعروف عن الإمام أحمد أنه ضعفه (يعني حديث المستحاضة) ولم يأخذ به ، وقال : ليس بشيء .
وقال مرة: ليس عندي بذلك ، وحديث فاطمة أصح منه وأقوى إسناداً .
وقال مرة: في نفسي منه شيء .
ولكن ذكر أبو بكر الخلال أن أحمد رجع إلى القول بحديث حمنة والأخذ به . والله أعلم . فتح الباري لابن رجب (2/101)
وقال ابن رجب: وقد اختلف قول الإمام أحمد فيهِ ، فنقل عَنهُ أكثر أصحابه أنَّهُ ضعفه ، وقيل : إنه رجع إلى تقويته والأخذ بهِ - : قاله أبو بكر الخلال . فتح الباري لابن رجب (2/142)
وقال ابن رجب: وضعفه (يعني حديث المستحاضة) أبو حاتم الرازي والدارقطني وابن منْده ، ونقل الاتفاق على تضعيفه من جهة عبد الله بن محمد بن عقيل ؛ فإنه تفرد بروايته . فتح الباري لابن رجب (2/101)
قلت: ثم البخاري وإن كان قد قال عنه: مقارب الحديث ورأيت ... يحتجون بحديثه.
فإن البخاري ما أخرج له حتى متابعة، وكذا مسلم فتدبر.
وأما قول الهيثمي: فيه عبد الله بن محمد بن عقيل ، وفيه كلام ، وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات. المجمع (2/163)
فإني بفضل الله تتبعت الهيثمي في مجمع الزوائد فوجدته أورد نحوا من أربعين حديثا - فيما علمت - ذكر أن فيها ابن عقيل، وأضطرب في حكمه عليه.
فجزم بضعفه في خمسة مواضع، ورجح ضعفه إحدى عشرة مرة، وتردد فلم يحكم فيه بشيء في أربعة مواضع، ورجح توثيقه في خمسة عشر موضعا، وجزم بتوثيقه في أربعة مواضع، وسكت عنه في موضع فلم يحكم فيه بشيء.
هذا ما وقفت عليه من أقوال أئمة الجرح والتعديل في ترجمة ابن عقيل.
فتحصل لي:
أنه لا يحتج به لسوء حفظه، وإنما يُحَسَنُ حديثه في غير الأصول.
فإذا تفرد بأصل، أو خالف غيره ، فهو منكر.
وإن توبع من مثله أو أعلى منه، أو روى حديثا في الفضائل، قبل حديثه.
ولعل هذا معنى من قول من رأى الاحتجاج به.
وإنما حكمت بهذا عليه؛ لأن قول من ضعفه هو المقدم لأمور عدة:
الأول: أنهم الأكثر.
الثاني: أنهم الأقرب بعهده والأعلم به، كمالك وابن عيينه وابن سعد.
الثالث: أن من جرحه فسر جرحه.
الرابع: أن بعضا ممن وثقه بالجملة جرحه بالجملة.
فقد نقل عن أحمد الاحتجاج به، ونقل عنه انه قال منكر الحديث، واستنكر له مرويات بعينها.
الخامس: أن غالب من حسن حديثه بالجملة، معدود في المتساهلين في التعديل، كالحاكم والعجلي.
السادس: أن بعض الأئمة الذين اشتهروا بسبر حديث الراوي كابن عدي، لم يقبل من حديثه إلا ما توبع عليه.
السابع: أنه وجد له في مروياته ما يستنكر.
وقد رد له الإمام أحمد جملة أحاديث : كحديث الحيض، وكذلك ما رواه عن ابن الحنفية عن أبيه أن النبي عليه الصلاة والسلام كفن في سبعة أثواب.
والمحفوظ عن عائشة أنه عليه الصلاة والسلام كفن في ثلاثة أثواب .كما في الصحيحين.
فخالف في السند، وزاد في المتن من جهة العدد.
وأما نكارة المتن.فالحديث محفوظ بلفظ: (خَيْرُ يَوْمٍ) وليس بلفظ (سيد الأيام)
وليس في الحديث:
وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ:
فالحديث مروي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُِرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ :
( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا.)".
- وفي رواية : "( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ.)".
- وفي رواية : "( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَفِيهِ أُعِيدَ فِيهَا.)".
أخرجه (أحمد ح 9196- ح 9399- ح 10653) و(مسلم ح 2013- ح 2014) و(أبو يَعْلَى ح 6286) و(التِّرمِذي ح 488) و(النَّسائي في الكبرى ح 1675)
كلاهما (الزهري، وأبو الزناد) عن عبد الرحمان الأعرج ، فذكره.
ورِوَايَة أَبِى الزِّنَادِ أَتَمُّ.
ورواه ابن خزيمة بلفظ سيد الأيام.
- من طريق موسى بن أبي عثمان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سيد الأيام يوم الجمعة فيه خلق آدم و فيه أدخل الجنة و فيه أخرج منها و لا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة (خز ح 1728)
قال ابن خزيمة: غلطنا في إخراج هذا الحديث لأن هذا مرسل.
موسى بن أبي عثمان لم يسمع من أبي هريرة أبوه أبو عثمان التبان روى عن أبي هريرة أخبارا سمعها منه .
وأخرجه الحاكم موصولا من رواية موسى بن عثمان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.
وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد استشهد بعبد الرحمن بن أبي الزناد و لم يخرجاه سيد الأيام. (1026)
قال الذهبي: واستشهد مسلم بابن أبي الزناد.
قال الألباني : لكنه عنده موصول فالإسناد حسن.
قلت: لا يصح وصله وهذا السند لا يعرف إلا عند الحاكم، وهو مما يستنكر.
هذا وقد قال أبو بكر بن خزيمة: قد اختلفوا في هذه اللفظة في قوله فيه خلق آدم إلى قوله و فيه تقوم الساعة أهو عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أو عن أبي هريرة عن كعب الأحبار ؟
وقد خرجت هذه الأخبار في كتاب الكبير من جعل هذا الكلام رواية من أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم و من جعله عن كعب الأحبار.
والقلب إلى رواية من جعل هذا الكلام عن أبي هريرة عن كعب أميل.
لأن محمد بن يحيى حدثنا قال : نا محمد بن يوسف : ثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة :
خير يوم تطلع فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أسكن الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة قال قلت له: أشيء سمعته من رسول الله؟ قال : بل شيء حدثناه كعب.
هكذا رواه أبان بن يزيد العطار وشيبان بن عبد الرحمن النحوي عن يحيى بن أبي كثير.اهـ
قلت: كذا قال ابن خزيمة رحمه الله ، وفيما قال نظر، فقد روى مالك عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ فَلَقِيتُ كَعْبَ الْأَحْبَارِ فَجَلَسْتُ مَعَهُ فَحَدَّثَنِي عَنْ التَّوْرَاةِ وَحَدَّثْتُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِفَكَانَ فِيمَا حَدَّثْتُهُ أَنْ قُلْتُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِخَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُهْبِطَ مِنْ الْجَنَّةِ وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ وَفِيهِ مَاتَ وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُصِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ حِينِ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنْ السَّاعَةِ إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ... أخرجه (مَالِك ح 364)(الشافعي ح 312)(أحمد ح 10303) (أبو داود ح 1046) (الترمذي ح 491) (النسائي ح 1430) وفي (الكبرى ح1754) وهو صحيح.
- والحديث روي عن جمع من الصحابة:
أما حديث أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ
فمن طريق: حُسَيْن بن علي الجُعْفِي، عن عَبْد الرَّحْمان بن يَزِيد بن جابر، عن أَبي الأَشْعَث الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ ؟ - يَعْنِى بَلِيتَ - فَقَالَ : إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ. أخرجه (أحمد ح 16262) و(الدَّارِمِي ح 1572) و(أبو داود ح 1047) و(ابن ماجة ح 1085و ح 1636 )و"النَّسائي في الصغرى ح 1374) وفي (الكبرى ح 1678)
وهذا حديث منكر .
وعلته أن حسينا الجعفي لم يسمع من عبد الرحمن بن يزيد بن جابر (الثقة) وإنما سمع من عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا يحتج به
فلما حدث به حسين الجعفي غلط في اسم الجد فقال ابن جابر وقد بين ذلك الحفاظ ونبهوا عليه.
كما قال ابن نمير والبخاري وأبو حاتم وأبو داود والدار قطني، وموسى بن هارون والخطيب.
وللحديث علة أخرى وهي أن عبد الرحمن بن يزيد لم يذكر سماعه من أبي الأشعث.
هذا وأحاديث الحث على الصلاة على النبييوم الجمعة وليلتها كلها لا تسلم أسانيدها من ضعف غير منجبر، ولا يصح في الباب شيء .
- أما حديث أبي الدرداء.
فمن طريق: عمرو بن سعيد عن أبي هلال عن زيد بن أيمن عن عبادة بن نسي عن أبي الدرداء قال رسول الله أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة وإن أحدا لا يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها قال قلت وبعد الموت قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء فنبي الله حي يرزق. (الثقفيات)
وهذا سند غريب منكر.
قال البخاري: زيد بن ايمن، عن عبادة بن نسى، مرسل، روى عنه سعيد بن ابى هلال. (التاريخ الكبير ت/ 1288)
- وأما حديث أبي أمامة
فمن طريق: برد بن سنان عن مكحول الشامي عن أبي أمامة قال قال رسول الله (أكثروا من الصلاة في كل يوم جمعة فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة ) أخرجه البيهقي
لكن هذا الحديث فيه أمران:
الأول: أن برد بن سنان متكلم فيه.
الثاني: مكحول لم يسمع من أبي أمامة.
- وأما حديث أنس
فمن طريق: أبي ظلال عن أنس قال قال رسول الله أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإنه أتاني جبريل آنفا عن ربه عز وجل فقال ما على الأرض من مسلم يصلي عليك مرة واحدة إلا صليت أنا وملائكتي عليه عشرا
ضعيف، فيه؛ أبو ظلال هو هلال بن أبي هلال القسملي البصري الأعمى. مشهور بكنيته منكر الحديث ليس بشيئ.
ومن طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس عن النبي أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وكان الصحابة رضي الله عنهم يستحبون إكثار الصلاة على النبي يوم الجمعة. رواه ابن أبي السري
وسعيد بن بشير؛ قال منكر الحديث ليس بشئ يروي عن قتادة المنكرات. كما قال ابن نمير وابن حبان والساجي.
- ومن طريق جبارة بن مغلس حدثنا أبو إسحاق خازم "الخميسي" عن يزيد الرقاشي عن أنس قال قال رسول الله أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإن صلاتكم تعرض علي . رواه الطبراني وابن عدي.
منكر، لضعف ؛ جبارة ويزيد الرقاشي.
- ومن طريق عبد الرحمن بن سلام قال : حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن أبي إسحاق ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله  : « أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا.جزء الألف دينار للقطيعي وسنن البيهقي الكبرى.
وهذا سند غريب منكر.
وأبو اسحق السبيعي لا يصح له رؤية لأنس فضلا عن السماع.
- وأما حديث أبي سعود.
فمن طريق: اسماعيل بن رافع عن أبي مسعود الانصاري عن النبي قال (أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإنه ليس أحد يصلي علي يوم الجمعة إلا عرضت علي صلاته )
واسماعيل بن رافع ضعيف.
- ومن طريق إبراهيم بن محمد أخبرني : عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن مَعْمَر: أن النبيقال : " أكْثِرُوا الصلاةَ عَلَيَّ يومَ الجُمُعة " مسند الشافعي
وهذا مرسل أو معضل سقط منه رواويان أو اكثر، فإن أبا طولة عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن مَعْمَر، يروي عن أنس وغالب روايته عن التابعين.
- وروي موقوفا
- قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن هبيرة عن عبد الله قال إن سيد الأيام يوم الجمعة وسيد الشهور رمضان. (شب5509)
قلت: وهذا إسناد حسن متصل الإسناد.
تابع أبا الأحوص عليه: شعبة (الغيلانيات170) وسفيان (الغيلانيات175) إسرائيل (الغيلانيات178)
ورواه الطبراني:حدثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا المسعودي عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال : قال عبدالله :موقوفا. (طب 900)
وهذا السند غريب منكر، ثم هو مرجوح برواية الأكثر.
- وروي مرسلا.
قال الشافعي أخبرنا إبراهيم بن محمد حدثنا : عبد الرحمن بن حَرْمَلَةَ عن سعيد ابن المسيب : أن النبيقال : سَيدُ الأيَّامِ يَوْمُ الجمعَةِ (الشافعي 379)
إبراهيم بن محمد متروك الحديث.
وتابعه حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن حَرْمَلَةَ..به. أخرجه (شب5508)
وحاتم بن إسماعيل.
قال ابن معين: شيخ كوفي يحدث بمناكير. (تاريخ ابن معين للدوري ت/777)
وقال ابن حجر: صحيح الكتاب صدوق يهم. (التقريب ت/ 997)
قلت: وأخرج له البخاري ومسلم في الصحيح.
وعبد الرحمن بن حَرْمَلَةَ. صدوق ربما أخطأ. (التقريب ت/3840)
- ومن طريق هشيم قال أنا أبو حرة عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإنها معروضة علي. مصنف ابن أبي شيبة ومسدد.
وهذا مرسل ومراسيل الحسن أضعف المراسيل.
وبالجملة: فالحديث مرده إلى المراسيل، وكذا رواه الكبار، ولا يصح في الحث على الصلاة على النبييوم الجمعة من دون الأيام حديث